منتديات نوره الجهني وعنتر الوادعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب sa ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نوره الجهني وعنتر الوادعي

 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 الدرس الثاني تعريف العقيدة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عنتر الوادعي
الادارة
الادارة
عنتر الوادعي


رسائل جديد الورد sms رسائل جديد الورد sms : راح الفــرح وحـل للحزن عهــــد
عقب الحبيب اللي مضى وانقطعت اخباره
تفارقنــا وكلٍ على وجهته شد
يداوي جروح قلبـــه و ينفض غبـــــــاره

وسام التميز : وسام الابداع
العمل : مبرمج
عداد المشاركات : 576
تاريخ الميلاد : 01/01/1988
تاريخ التسجيل : 10/08/2009
العمر : 36
الموقع : منديات نوره الجهني وابو حمد الوادعي
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : سباحه

بطاقة الشخصية
لعب الأدوار:

الدرس الثاني تعريف العقيدة Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الثاني تعريف العقيدة   الدرس الثاني تعريف العقيدة Emptyالأحد يناير 31, 2010 10:32 pm

<BLOCKQUOTE>العقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء ، واعتقدت كذا : عقدت عليه القلب والضمير . والعقيدة : ما يدين به الإنسان ، يقال : له عقيدة حسنة ، أي : سالمةٌ من الشك . والعقيدةُ عمل قلبي ، وهي إيمانُ القلب بالشيء وتصديقه به .



[ تعريف العقيدة في الاصطلاح العام:
تطلق على حكم الذهن الجازم ، حقًا كان أم باطلاً . فإن كان الحكم الذهني الجازم صحيحًا ، كانت العقيدة صحيحة ؛ كاعتقاد المسلمين بوحدانية الله ، وإن كان باطلاً كانت العقيدة باطلة ، كاعتقاد النصارى بأن الله ثالث ثلاثة.
وتطلق – أيضًا – على الإيمان الجازم، والحكم القاطع الذي لا يتطرق إليه شك
وهي ما يؤمن به الإنسان، ويعقد عليه ضميره، ويتخذه مذهبًا ودينًا يدين به، بغض النظر عن صحته من عدمها.
العقيدة الإسلامية:
هي الإيمان الجازم بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاء في القرآن الكريم، والسنة الصحيحة من أصول الدين، وأموره، وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح، والتسليم لله – تعالى – في الحكم، والأمر، والقدر، والشرع، ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة والتحكيم والاتباع.


موضوعات علم العقيدة:
العقيدة – بمفهوم أهل السنة والجماعة – اسم عَلَم على العِلْم الذي يدرس ويتناول جوانب التوحيد، والإيمان، والإسلام، وأمور الغيب، والنبوات، والقدر، والأخبار، وأصول الأحكام القطعية، وما أجمع عليه السلف الصالح من أمور العقيدة، كالولاء والبراء، والواجب تجاه الصحابة، وأمهات المؤمنين – رضوان الله عليهم أجمعين -.

ويدخل في ذلك الرد على الكفار، والمبتدعة، وأهل الأهواء، وسائر الملل والنحل، والمذاهب الهدامة، والفرق الضالة، والموقف منهم، إلى غير ذلك من مباحث العقيدة ]. ( المرجع: مباحث في عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ د: ناصر العقل -أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض- ص 9-10).

العمل لا يقبل إلَّا بشرطين :
الشرط الأول : الإخلاص لله عز وجل .
الشرط الثاني : المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم .



وهذا جاء في قوله تعالى :
(وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) .

لا يدخل الجنة إلا بهذين الشرطين : من أسلم وجهه لله وهو محسن ، ومن عاداه لا يدخل الجنة ، وقوله : (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ )، هذا الإخلاص في العمل بحيث لا يكون فيه شرك لا أكبر ولا أصغر
(وَهُوَ مُحْسِنٌ) ، هذا هو الشرط الثاني ، ومعناه المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وكل عمل لا يتوفر فيه هذا الشرطان : الإخلاص لله والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يكون باطلًا ، فالعمل إذا كان فيه شرك فهو مردود ، وإذا كان فيه بدعة فهو مردود لقوله صلى الله عليه وسلم : (من عمل عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رد )، وفي رواية أخرى : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ر)د .

فمهما حسنت نية الإنسان وقصده إذا كان يعمل عملًا لم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم فهو بدعة ، وهو مردود عليه ، لا يقبل منه شيء ، وهذا هو مقتضى شهادة ألا إله إلا الله : الإخلاص لله عز وجل بالأعمال الصالحة ، و مقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله : تصديقه ، ومتابعته صلى الله عليه وسلم ، والاقتداء به ، وترك ما نهى عنه
أما الذي يقول : أشهد أن محمدًا رسول الله ولكنه لا يتبعه ، ولا يعمل بشريعته ، بل يعمل بالبدع والمحدثات ، فهذا لا تصح شهادته ، كالذي يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وهو يشرك فلا تصح شهادته " أن لا إله إلا الله "
فإذا كنت تشهد أنه رسول الله ، ولكنك تحدث بدعًا ، أو تقتدي بالمبتدعة والمنحرفين ، فمعناه أنك اتبعت المبتدعة والمنحرفين ، وتركت الرسول صلى الله عليه وسلم .



[ قال الفضيل بن عياض – رحمه الله – في قوله تعالى: ) ليبلوكم أيكم أحسن عملاً (. أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل ، حتى يكون خالصاً صواباً ]. )مجموع الفتاوى لابن تيمية: ج 7 )


والشريعة تنقسم إلى قسمين : اعتقاديات وعمليات :
فالاعتقاديات : هي التي لا تتعلق بكيفية العمل ، مثل اعتقاد ربوبية الله ، ووجوب عبادته ، واعتقاد بقية أركان الإيمان ، وتُسمَّى أصلية .
والعمليات : هي ما يتعلق بكيفية العمل مثل الصلاة والزكاة والصوم وسائر الأحكام العملية ، وتسمى فرعية ؛ لأنها تبنى على تلك صحة وفسادًا .

فالعقيدةُ الصحيحةُ هي الأساسُ الذي يقوم عليه الدين ، وتَصحُّ معه الأعمال ، كما قال تعالى : (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) .



العقيدة توقيفية ؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع ، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد ، ومن ثَمَّ فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب والسنة ؛ لأنه لا أحد أعلمُ بالله وما يجب له وما ينزه عنه من الله ، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقِّي العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة .

فما دلّ عليه الكتاب والسنة في حق الله تعالى آمنوا به ، واعتقدوه وعملوا به . وما لم يدل عليه كتاب الله ولا سنة رسوله نفَوْهُ عن الله تعالى ورفضوه ؛ ولهذا لم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد ، بل كانت عقيدتهم واحدة ، وكانت جماعتهم واحدة ؛ لأن الله تكفّل لمن تمسك بكتابه وسنة رسوله باجتماع الكلمة ، والصواب في المعتقد واتحاد المنهج ، قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) .

وقال تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) .

ولذلك سُمُّوا بالفرقة الناجية ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - شهد لهم بالنجاة حين أخبر بافتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، ولما سئل عن هذه الواحدة قال : (هي من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) .

وقد وقع مصداق ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - فعندما بنى بعض الناس عقيدتهم على غير الكتاب والسنة ، من علم الكلام ، وقواعد المنطق الموروثَيْن عن فلاسفة اليونان ؛ حصل الانحرافُ والتفرق في الاعتقاد مما نتج عنه اختلافُ الكلمة ، وتفرُّقُ الجماعة ، وتصدع بناء المجتمع الإسلامي .


الانحراف عن العقيدة الصحيحة مهلكة وضياع ؛ لأن العقيدة الصحيحة هي الدافع القوي إلى العمل النافع ، والفرد بلا عقيدة صحيحة يكون فريسة للأوهام والشكوك التي ربما تتراكم عليه ، فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لدروب الحياة السعيدة ؛ حتى تضيق عليه حياته ، ثم يحاول التخلص من هذا الضيق بإنهاء حياته ولو بالانتحار ، كما هو الواقع من كثير من الأفراد الذين فقدوا هداية العقيدة الصحيحة .

والمجتمع الذي لا تسوده عقيدة صحيحة هو مجتمع بهيمي يفقد كل مقومات الحياة السعيدة ؛ وإن كان يملك الكثير من مقومات الحياة المادية التي كثيرًا ما تقوده إلى الدمار ، كما هو مشاهد في المجتمعات الكافرة ؛ لأن هذه المقومات المادية تحتاج إلى توجيه وترشيد ؛ للاستفادة من خصائصها ومنافعها ، ولا موجه لها سوى العقيدة الصحيحة ؛ قال تعالى : (يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) .

فقوة العقيدة يجب أن لا تنفك عن القوة المادية ؛ فإن انفكت عنها بالانحراف إلى العقائد الباطلة ، صارت القوة المادية وسيلة دمار وانحدار ؛ كما هو المشاهد اليومَ في الدول الكافرة التي تملكُ مادة ، ولا تملك عقيدة صحيحة .


فوائد التوحيد :

1- تكفير الذنوب :
قال أهل العلم: الدواوين ثلاثة: ديوان لا يغفره الله، وهو الشرك، وديوان لا يترك الله منه شيئا، وهو مظالم العباد، وديوان تحت المشيئة إن شاء الله غفر لصاحبه وإن شاء عذبه، وهو الذنوب والمعاصي التي دون الشرك .
قال تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ).
وقوله -تعالى- (أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ) هل المراد به: الأمن المطلق يعني أنهم لا يعذبون أبدا، أو المراد مطلق الأمن؛ أي أنهم وإن عذبوا فلا بد أن يدخلوا الجنة؟ الآية محتملة، وعلى كلا التفسيرين فالآية تدل على فضل التوحيد، وأنه أمن من العذاب إما مطلقا وإما يؤمن من العذاب المؤبد، فالآية فيها فضل التوحيد، وأن الله يمنح لأصحابه الأمن على حسب درجاتهم في التوحيد والسلامة من الذنوب والمعاصي؛ ودلت الآية بمفهومها على أن من أشرك بالله وخلط توحيده بشرك أنه ليس له أمن -والعياذ بالله- فهذا فيه خطر الشرك.
ليس المقصود أن الإنسان يعبد الله فقط، بل لا بد -أيضا- أن يتجنب الشرك، وإلا فالمشركون لهم عبادات، كانوا يحجون، وكانوا يتصدقون، وكانوا يطعمون الأضياف، وكانوا يكرمون الجيران، ولهم أعمال لكنها ليست مبنية على التوحيد، فهي هباء منثور، لا تنفعهم شيئا يوم القيامة، قال -تعالى- (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ) (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ) لا يثبت الأعمال إلا التوحيد، ما دام هناك شرك فالأعمال لا قيمة لها، مهما أتعب الإنسان نفسه فيها، وهذا يدلنا على فضل التوحيد ومكانة التوحيد، وأنه مؤمن من عذاب الله -عز وجل- بخلاف المشرك فإنه لا أمن له من عذاب الله، والأمن يكون في الدنيا، كالأمن من الأعداء، والأمن من الحروب، تعرفون قيمته، وخطر الخوف، هذا في الدنيا فكيف بالأمن في الآخرة من النار، النار أشد من الحروب، وأشد من الأعداء، وأشد من كل شيء، إذا كان الأمن في الدنيا هذه قيمته، وهذه منافعه، فكيف بالأمن في الآخرة .


2- الهداية:
ثم قال: (وَهُمْ مُهْتَدُونَ) هذه مزية ثانية من مزايا التوحيد، وهي حصول الهداية للموحدين المخلصين لله أنهم في الدنيا يكونون مهتدين في أعمالهم، يعبدون الله على بصيرة، سالمين من الشرك في الأعمال، وسالمين من البدع والخرافات
بخلاف أهل الشرك، فإنهم غير مهتدين في الدنيا، بل هم ضالون؛ لأنهم يعبدون الله، ويخلطون العبادة بالشرك، ويعبدون غير الله، فهم ضالون لا مهتدون، إذن الموحد يعطيه الله مزيتين:

المزية الأولى: الأمن من العذاب، المزية الثانية: الهداية من الضلال .

بحيث إنه يعبد الله على بصيرة وعلى نور وبرهان، متبعا للسنة متبعا للرسول -صلى الله عليه وسلم- يمشي على الجادة الصحيحة.
بخلاف المشرك فإنه يمشي على غير هدى، وعلى غير دين، وعلى غير برهان، يتعب نفسه في هذه الدنيا، وهو يتقدم إلى النار، ويمشي إلى النار، كما قال -تعالى- في الآية الأخرى: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى) لا يضل في الدنيا عن الحق، ولا يشقى في الآخرة، وهذا ضمان من الله -سبحانه وتعالى- لمن اتبع القرآن أنه لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة .


3- من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب:
وحقيقته من الكتاب والسنة، وليس من كلام البشر الذين يؤلفون في العقائد، وكل يفسر التوحيد على حسب مذهبه، من المعتزلة والأشاعرة وعلماء الكلام
وتحقيق التوحيد: تصفيته من الشرك والبدع والذنوب .

في كتاب التوحيد "باب فضل التوحيد وباب من حقق التوحيد " ما الفرق بينهما؟ ":

الفرق: فضل التوحيد في حق الموحد الذي ليس عنده شرك ولكن قد يكون عنده بعض المعاصي التي تكفر بالتوحيد .

أما هذا الباب فهو أعلى من الباب الذي قبله: " من حقق التوحيد "؛ يعني: أنه لم يشرك بالله شيئا، ولم يكن عنده شيء من المعاصي، هذا تحقيق التوحيد ومن بلغ هذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب، أما من كان في المرتبة التي قبلها، وهو الموحد الذي عنده ذنوب فهذا قد يغفر له، وقد يعذب بالنار، ثم يخرج منها؛ لأن الموحدين على ثلاث طبقات:

كما قال -تعالى- (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا) الآية .

الطبقة الأولى: الذين سلموا من الشرك، وقد لا يسلمون من الذنوب التي هي دون الشرك وهم الظالمون لأنفسهم وهم معرضون للوعيد .

الطبقة الثانية: التي سلمت من الشرك الأكبر والأصغر ومن البدع وتركت المحرمات والمكروهات وبعض المباحات واجتهدت في الطاعات من واجبات ومستحبات، وهؤلاء هم السابقون بالخيرات، ومن كان بهذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب .


الطبقة الثالثة: المقتصدون الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات وهم الأبرار .


4- الخوف من الشرك: أي: أن الموحد يجب أن يخاف من الشرك، ولا يقول: أنا موحد وأنا عرفت التوحيد ، ولا خطر علي من الشرك ، هذا إغراء من الشيطان ، لا أحد يزكي نفسه ، ولا أحد لا يخاف من الفتنة ما دام على قيد الحياة ، فالإنسان معرض للفتنة ، ضل علماء أحبار ، وزلت أقدامهم، وختم لهم بالسوء ، وهم علماء ، فالخطر شديد ، ولا يأمن الإنسان على نفسه أن تنزلق قدمه في الضلال ، وأن يقع في الشرك ، إلا إذا تعلم هذه الأمور من أجل أن يجتنبها ، واستعان بالله ، وطلب منه العصمة والهداية: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) خافوا من الزيغ بعد الهداية ، والمهتدي يكون أشد خوفا أن يزيغ ، وأن تزل قدمه ، وأن تسوء خاتمته ، وأن يكون من أهل النار ، نسأل الله العافية .




والانحراف عن العقيدة الصحيحة له أسباب تجب معرفتها ، من أهمها :
1 - الجهل بالعقيدة الصحيحة ؛ بسبب الإعراض عن تعلمها وتعليمها ، أو قلة الاهتمام والعناية بها ؛ حتى ينشأ جيلٌ لا يعرفُ تلك العقيدة ، ولا يعرف ما يخالفها ويضادها ؛ فيعتقد الحق باطلًا ، والباطل حقًّا ، كما قالَ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- رضي الله عنه - : " إنما تُنقضُ عُرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرفُ الجاهلية " .


2 - التّعصُّبُ لما عليه الآباء والأجداد ، والتمسك به وإن كان باطلًا ، وترك ما خالفه وإن كان حقًّا ؛ كما قال الله تعالى :

(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) .

3 - التقليدُ الأعمى بأخذ أقوال الناس في العقيدة من غير معرفة دليلها ، و معرفة مدى صحتها .

4 - الغُلُو في الأولياء والصالحين ، ورفعهم فوق منزلتهم ؛ بحيث يُعتقد فيهم ما لا يقدر عليه إلا الله من جلب النفع ، ودفع الضر ، واتخاذهم وسائط بين الله وبين خلقه في قضاء الحوائج وإجابة الدعاء ؛ حتى يؤول الأمر إلى عبادتهم من دون الله ، والتقرب إلى أضرحتهم بالذبائح والنذور ، والدعاء والاستغاثة وطلب المدد ، كما حصل من قوم نوح في حق الصالحين حين قالوا : (لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) .

وكما هُوَ الحاصلُ من عبَّاد القُبور اليومَ في كثير من الأمصار .

5 - الغفلة عن تدبر آيات الله الكونية ، وآيات الله القرآنية ، والانبهار بمعطيات الحضارة المادية ؛ حتى ظنوا أنها من مقدور البشر وحده ؛ فصاروا يُعظِّمون البشر ، ويضيفون هذه المعطيات إلى مجهوده واختراعه وحده ، كما قال قارون من قبلُ : (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) وكما يقول الإنسان (هَذَا لِي ، إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ) .

ولم يتفكروا وينظروا في عظمة من أوجد هذه الكائنات ، وأودعها هذه الخصائص الباهرة ، وأوجد البشر وأعطاهُ المقدرةَ على استخراج هذه الخصائص ، والانتفاع بها : (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) .

(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ) .

(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار)ٌ .

6 - أصبح البيتُ في الغالب خاليًا من التوجيه السليم ؛ وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) [ أخرجه الشيخان ] ، فالأبوان لهما دور كبير في تقويم اتجاه الطفل .

7 - إحجامُ وسائل التعليم والإعلام في غالب العالم الإسلامي عن أداء مهمتها ، فقد أصبحت مناهج التعليم في الغالب لا تولي جانب الدين اهتمامًا كبيرًا ، أو لا تهتم به أصلًا ، وأصبحت وسائلُ الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في الغالب أداة تدمير وانحراف ، أو تعنى بأشياء مادية وترفيهية ، ولا تهتم بما يُقَوِّمُ الأخلاق ، ويزرع العقيدة الصحيحة ، ويقاوم التيارات المنحرفة ؛ حتى ينشأ جيلٌ أعزلُ أمام جيوش الإلحاد لا يدان له بمقاومتها .



وسبل التّوقِّي في هذا الانحراف تتلخص فيما يلي :
1 - الرجوع إلى كتاب الله عزَّ وجلَّ ، وإلى سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - لتلقِّي الاعتقاد الصحيح منهما ، كما كان السلف الصالح يستمدون عقيدتهم منهما ، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، مع الاطلاع على عقائد الفرق المنحرفة ، ومعرفة شُبههم للرد عليها والتحذير منها ؛ لأن من لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه .

2 - العناية بتدريس العقيدة الصحيحة - عقيدة السلف الصالح - في مختلف المراحل الدراسية ، وإعطاؤها الحصص الكافية من المنهج ، والاهتمام البالغ في تدقيق الامتحانات في هذه المادة .

3 - أن تُقرر دراسةُ الكُتبِ السَّلفية الصافية ، ويبتعد عن كتب الفرق المنحرفة ، كالصوفية والمبتدعة ، والجهمية والمعتزلة ، والأشاعرة والماتوريدية ، وغيرهم إلا من باب معرفتها لرد ما فيها من الباطل والتحذير منها .

4 - قيام دعاة مصلحين يجددون للناس عقيدة السلف ، ويردون ضلالات المنحرفين عنها .
ومن هنا ندرك خطأ كثير من الدعاة اليوم، أو من المؤلفين المعاصرين، الذي يزعمون أنهم يكتبون عن الإسلام، وعن الدعوة، ويمدحون الإسلام مدحا كثيرا في محاضراتهم وفي كتبهم، وهذا حق ، لكن ما هو الإسلام أولا، لم يبينوا ما هو الإسلام، تقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، أو تستمع إلى المحاضرة- أو الشريط- من أوله إلى آخره، وهو مدح للإسلام وثناء عليه، وبيان لمزاياه، لكن ما هو الإسلام؛ لأن كل واحدة من الفرق الضالة والمنحرفة تفسر الإسلام بمذهبها، وينزلون هذا المدح وهذا الثناء على مذهبهم .

فلا يكفي أننا نمدح الإسلام ونثني عليه فقط، لا بد أن تبين ما هو الإسلام،
ما هي حقيقة الإسلام الذي ينجي من الكفر، ويدخل في التوحيد وينجي من النار ويدخل في الجنة،
وما هي نواقض الإسلام التي تفسد الإسلام وتخرج منه،
وما هي مكملاته وما هي منقصاته، لا بد من هذا.
أما مجرد المدح وذكر الفضائل بدون أن تبين حقيقة الشيء، فهذا خطأ عظيم

والإسلام هو ما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان عليه صحابته الكرام، وكان عليه القرون المفضلة، أما ما خالف ذلك فليس من الإسلام في شيء، وإن كان صاحبه يدعي أنه هو الإسلام.

همسة:
ليس شرطاً في دعوتنا للتوحيد هو التدريس أو من خلال المنابر !!
ندعوا بما نعلم على بصيرة _ لا على جهل – لكل من حولنا ( إخوة – أبناء – أباء – أزواج - أهل - أصدقاء - أقارب أو من خلال هذه الشبكة )
كل حسب قدرته وعلمه ولننشر العقيدة السليمة الصحيحة ولنقتدي بالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ولنخرج المسلمين من الظلمات إلى النور ولنُعد مجد الأمة بتكاتف الجهود و تعليقها بخالقها ودينها العظيم ..

هذا والله أعلم..
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ويزيدنا علما ..

</BLOCKQUOTE>في هذا الدرس لن يكون فيه أي طلب أو سؤال
فقط نريد قربكم ومتابعتكم
نريد الاطمئنان على تواجدكم واستفادتكم

لأجل التوحيد وحق رب العبيد وهذا الدين العظيم
وليس رغبة في ثنائكم أو تشجيعكم لأشخاصنا ..
نتمنى أن تكونوا بالقرب ..

ولكم كل الود والتقدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://t88t.yoo7.com
همسه حب
عضو مميز
عضو مميز



رسائل جديد الورد sms رسائل جديد الورد sms : والله لو يعلم الحب مدى حبي لك لتمنى الحب ان يكون حبيبي
وسام التميز : الوسام الاداري
العمل : غير معروف
عداد المشاركات : 112
تاريخ التسجيل : 11/08/2009

الدرس الثاني تعريف العقيدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدرس الثاني تعريف العقيدة   الدرس الثاني تعريف العقيدة Emptyالسبت فبراير 06, 2010 6:25 am

يسلمووووووووووووووووووووو






دمت بود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدرس الثاني تعريف العقيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس الثالث التوحيد وأنواعه
» الدرس الثآلت { درس إنعكآس النَص ..}
» الدرس الأول [ أهمية التوحيد ]
» الدَرس الأول [[ تعريف وشرح قوائم وأدوات الفوتوشوب ] .
» الدَرس الأول [[ تعريف وشرح قوائم وأدوات الفوتوشوب ] .

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نوره الجهني وعنتر الوادعي :: منتديات اسلاميه :: نـــفــخــان د ينــيــه-
انتقل الى: