بسم الله الرحمن الرحيم
إنه موسمٌ تتوافد فيه الوفود على بيت الله سبحانه وتعالى، وعلى رحابِ نبيِّه المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
فينبغي أن يحيا التفاعلُ مع هذه الشعيرة الكبيرة، شعيرة الحج بحُسن المشاركة المعنوية لمن لم يذهب إلى تلك الأماكن المقدسة، بواسطة:
1. الاستيقاظ قبل الفجر: حتى يتسنى للعبد أن يكون من المستغفرين بالأسحار "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"
قال العلماء: "من وطّّن نفسه بأن يستيقظ قبل الفجر في العشر من ذي الحجة، فإن الله يوفقه للقيام بقية سنته"لأن هذه العشر تعتبر خاتمة العام الهجري تختم عامك بهذه الأعمال وتفتح عامك بهذه الأعمال، لذلك تعتبر هي الأساس!.
2. قيام الليل: أفضل وقت للقيام وسط الليل وهو الذي يسمى جوف الليل، ما كان بين نومتين ولم يكون أفضل إلا لأنه أشد على النفس! أي تقوم في وسط الليل وتقيم الليل ثم تنام وتقوم لصلاة الفجر.وقال بعض السلف: "أفضل القيام هو ما كان قلبك حاضر مع الله"، فقيام الليل لا يشترط أن يكون بالصلاة فقط، يكون بقراءة القرآن، الاستغفار ، مؤانسه ضيف، حضور مجلس علم، حل مشاكل المسلمين، نفع المسلمين، الدعوة والخدمة.
3. المشاركة بالتضرع والابتهال والدعاء: بأن يرتب المؤمن على نفسه في كل ليلة دعاءً وتوجُّهاً إلى الله تبارك وتعالى، وينبغي أن ينتبه من مثل:
· وقت السحر وأيِّ ساعة في جوف الليل.
· قبل غروب الشمس وقبل طلوعها.
· وما بين المغرب والعشاء.
فهذه أوقاتٌ مباركةٌ ينبغي اغتنامها
ولا يكون المؤمن قاصراً في ذلك على نفسه بل يدعو ما يحتاجه من أمر دينه ودنياه وآخرته له ولأهله وأولاده وجيرانه ولعموم هذه الأمة فإن ذلك يقرِّبه إلى الله تعالى.
قالوا "علامة صدق العبد هي كثرة دعائه" لأنه العبد يكون دائماً في حاجه إلى ربه، قارع لباب الله، ليس العبد الذي يعرف الله فقط في الشدة! ، نريد منكم أن تتعرفوا على ربكم بكثرة الذكر والتوجه إليه والدعاء.
4. المحافظة على عمارة ما بعد صلاة الصبح جماعةً حتى تطلع الشمس: بذكر الله تبارك وتعالى من تلاوة وتسبيح وتحميد وتهليل وتمجيد وخصوصاً ما ورد من أذكار الصباح والمساء إلى أن تطلع الشمس، ثم صلاة ركعتين بعدها أو أربع، فقد صح في الحديث عند الإمام الترمذي وغيره أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال (من صلى الصبحَ في جماعة ثم قعد في مصلاه يذكر اللهَ حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين أو أربعاً انقلب بحَجةٍ وعمرة تامة تامة تامة).
5. كثرة الذكر لله تعالى: على قدر ما تستطيع وأفضلها "لا إلا الله وحده لا شريك له له الملك له وله الحمد يحي ويموت وهو على كل شيء قدير". والإكثار من الأذكار من الذكر لله صباحاًً ومساءً.
قال الإمام البخاري- رحمه الله-: "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما".
6. عاهدوا الله على أن لا تعصوا الله في هذه الأيام على الأقل وتكون نقطة للانطلاق!، فلا أعصي الله بجوارحي الظاهرة والباطنة، فإذا وقعت مني زلة فحاسب نفسك وعاتبها وعاقبها.ويكون الحساب قبل النوم، والعتاب قبل الفجر، والعقاب في بقية اليوم، فتعاقبها بقراءة جزء آخر وإما أن يحرمها من شي تحبه كالطعام والشراب.
فبمثل هذه الأعمال تكون المشاركة الفعَّالة لأهل موسم الحج في حجِّهم وزيارتهم للمصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
شرحَ الله الصدورَ والقلوب، وسار بنا في خير الدروب، وكفانا والأمة جميعَ البلايا والآفات، وحوَّل الأحوال إلى أحسنها في عافية
والحمد لله رب العالمين