بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
حياكم الله جميعا
الحقيقة أن هذا التواجد وهذا العدد مما يثلج الصدورحقيقة
أسأل الله أن يجعلنا من أهل التوحيد
وأن يضلنا قي ظله يوم لا ظل إلا ظله أخوة متحابينبجلاله
وأسأله الذي جمعنا في تدارس حقه أن يجمعنا في جنة فردوسه
إخوتي وأخواتي الكرام
دراسة التوحيد لا يكفي فيها دورة واحدة أو دورتين
دراسته تحتاج للعمر بأكمله << وكم نحن مقصرون !!
التوحيد هو عقيدة المسلم التي يجب أن تكون مغروسة في قلبه
لذلك كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يدعو إلى التوحيد إلى أن توفاه الله
مع أنه في مجتمع هي من أفضل المجتمعات عقيدةً على مرالزمن
ثم سار على نهجه كل من اقتفى أثره
فالعلم يصدأ إذا لم تراجعه باستمرار
كما حافظ القرآن يتعاهده وإلا زال
تمنينا أن نتدارس على أقل تقدير كتاب واحد فيالعقيدة
لنزيد الإيمان في قلوبنا .. ونعلقها بخالقنا وإلهنا .. ونعرفه حق المعرفة ؛ فنحبه ونرجوه ونخافه
فلا يكون في القلوب مكاناً للذنوب والمعاصي .. والشهوات والشبهات .. والشركيات والبدع والخرفات
لكن خوفاً من الإطالة والملل وضعف نفوسنا وثقل تعلم الدين علينا والله المستعان
سنحاول بإذن الله أن نتلمس أهم أبواب التوحيد
أسأل الله أن يوفقنا لها وإلى إيصالها على الوجه الذي يرضيه
وأن يكتب لها القبول والنفع والفائدة
وعلينا مجاهدة أنفسنا والشيطان
وأن يعين بعضنا البعض في مواصلة المسير إلى ختام الدورة بإذن الله
فأنتم الزاد المعين بعد الله تعالى
فمن تسجيلكم في دورة علمية شرعية بحته لا مجال فيها لشهوات وأهواء النفس
ولا لأمر ترجون خلفه نفع دنيوي أو مصلحة شخصية
وإنما هو ابتغاء وجهه الكريم .. وإنقاذاً للنفس من عذابه
أحسبكم والله حسيبكم من خيرة الناس
لذلك بإذن الله ستكون الدورة تفاعلية قدرالمستطاع
فبعد إنزال كل درس .. على كل عضو في الدورة إفادة الجميع بما هو مطروح نهاية الدرس
ولتكونوا على بينة من أمر دراستكم
فقد اخترنا لكم مقتبسات من كتب الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله وعافاه-
عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية
وكان سبب اختياره هو ما عرف عنه من سهولة في الأسلوب وبساطة في العبارة
مع غزارة علمه و فهمه و فقهه
فجزا الله علمائنا عنا خير الجزاء
أهمية الدورة عقيدة التوحيد هي أساس الدين، وكل الأوامر والنواهي والعبادات والطاعات كلها مؤسسة على عقيدة التوحيد، التي هي معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، الشهادتان اللتان هما الركن الأول من أركان الإسلام؛ فلا يصح عمل، ولا تقبل عبادة، ولا ينجو أحد من النار ويدخل الجنة؛ إلا إذا أتى بهذا التوحيد، وصحح العقيدة.
ولهذا كان اهتمام العلماء -رحمهم الله- في هذا الجانب اهتماما عظيما؛لأنه هو الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه. ثم بعدما تصح العقيدة فإنه حينئذ يطلب من الإنسان أن يأتي ببقية الأعمال.
ولهذا جاء في الحديث: (أن النبي -صلى اللهعليه وسلم- لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة … إلى آخر الحديث. )
الشاهد منه: ( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ).
وقال -صلى الله عليه وسلم - : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله؛ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل.)
فدل هذا على أن عقيدة التوحيد هي الأساس الذي يجب العناية به أولا وقبل كل شيء، ثم بعدما يتحقق ، فإنه يتوجه إلى بقية أمور الدين، وأمور العبادات.
ولهذا -كما ذكرنا- كان اهتمام العلماء -رحمهم الله- بهذا الجانب اهتماما عظيما، ألفوا فيه كتبا كثيرة مختصرة ومطولة، سموها (كتب التوحيد)، أو (كتب العقيدة) أو (كتب السنة) .
و العقيدة هي الأساس الذي يقوم عليه بنيان الأمم، فصلاح كل أمة ورقيها مربوط بسلامة عقيدتها وسلامة أفكارها ،ومن ثم جاءت رسالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تنادي بإصلاح العقيدة .
فكل رسول يقول لقومه أول ما يدعوهم :
( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)
( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوااللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ).
وذلك لأن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له،كما قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَإِلَّا لِيَعْبُدُونِ ).
والعبادة حق الله على عباده، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضيالله عنه : ( يا معاذ ؛ تدري ما حق الله على العباد ، وماحق العباد على الله ؟) قال : قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ( فإن حق الله على العباد : أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا،وحق العباد على الله عز وجل : ألا يعذب من لا يشرك به شيئًا) [ رواه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]( صحيح [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) طبعة المكتبة الإسلامية إسطنبول 1981 م : ( 3 / 216 ) ،[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] برقم ( 30 ) واللفظ له] . وهذا الحق هو أول الحقوق على الإطلاق لا يسبقه شيء ولا يتقدمه حق أحد . قال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)وقال تعالى : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )
ولأسبقية هذا الحق وأولويته على سائر الحقوق ، وكونه الأساس الذي ينبني عليه سائر أحكام الدين نرى النبي صلى الله عليه وسلم لبث في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى القيام به ، ونفي الإشراك عنه ، وجاء القرآن الكريم في معظم آياته بتقريره ونفي الشبه عنهوكل مُصَلٍ فرضًا أو نفلًا يعاهد الله على القيام به في قوله : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ).
وهذا التوحيد أصيل في العالم ، والشرك طارئ عليه ودخيل فيه ، قال تعالى : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) وقال تعالى: ( وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا) . قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنهما : كان بين نوح وآدم عليهما الصلاة والسلام عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق . قال العلامة ابن القيم : هذا هو القول الصحيح في الآية . وذكر ما يعضده من القرآن . وصححه أيضًا الحافظ ابن كثير في تفسيره . وأول ما حدث الشرك في قوم نوح حين غلوا في الصالحين واستكبروا عن دعوة نبيهم : ( وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) [نوح :23]
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رحمه الله في " صحيحه " عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضي الله عنهما : " هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابًا ، وسموها بأسمائهم ففعلوا ، فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك وتَنَسَّخ العلم عبدت " ! قال الإمام ابن القيم رحمه الله : قالغير واحد من السلف : لما ماتوا عكفوا على قبورهم ، ثم صوروا تماثيلهم ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم .
ندرك أولًا :خطورة تعليق الصور على الجدران ، ونصب التماثيل في المجالس والميادين ، وأن ذلك يئول بالناس إلى الشرك ، بحيث يتطور تعظيم تلك الصور والتماثيل إلى عبادتها واعتقاد جلب الخير ودفع الشر ، كما حدث لقوم نوح .
وندرك ثانيًا :مدى حرص الشيطان على إضلال بني آدم ومكره بهم ، وأنه قد يأتيهم من ناحية استغلال العواطف ودعوى الترغيب في الخير، فإنه لما رأى في قوم نوح ولوعهم بالصالحين ومحبتهم لهم ، دعاهم إلى الغلو في هذه المحبة بحيث أمرهم بنصب صورهم على المجالس ، وهدفه من هذا الخروج بهم عن جادة الصواب . ( مداخلة مني: يعني استغل الدين والعواطف الجاهلة ليظل الناس بالشرك وهذا دأبه حتى في البدع )
وندرك ثالثًا : أن الشيطان لا يقصر نظره على إغواء الأجيال الحاضرة ،بل يمتد إلى الأجيال المستقبلة ، فإنه لما لم يتمكن من إيقاع الشرك في الجيل الحاضر من قوم نوح طمع في الجيل المقبل ونصب له الأحبلة .
وندرك رابعًا :أنه لا يجوز التساهل في وسائل الشرك ، بل يجب قطعها وسد بابها .
وندرك خامسًا : فضل العلماء العاملين ، وأن وجودهم في الناس خير . وفقدانهم شر ، فإن الشيطان لم يتمكن من إغواء القوم حتى فقدوا
</BLOCKQUOTE>