في قرية صغيرة كانت تعيش فتاة هادئة، في ملامحها براءة الطفولة عفوية في تصرفاتها. هي فخر كل أسرتها تحب مساعدة كل من يطلب منها العون، تعطي بسخاء حلوة المعشر كيف لاوهي ورثت هذه الصفات من والديها. كانت تقضي جل يومها في رعي أغنام أهلها في الجبال المحيطة بالقرية وحتى إذا طلب منها رعي أغنام أهل القرية فتلبي في مرح وسرور لايهمها سوى إرضاء والديها واللعب مع رفيقاتها ورعي الأغنام، وكانت تتعامل مع إخوتها وأخواتها في رفق ولين فهم عندها سواء تحبهم وتعطف عليهم. وعندما أصبحت في سن الزواج تقدمت عمتها لخطبتها لابن زوجها وتم الزواج وانتقلت تلك الفتاة إلى بيت زوجها أو بالأحرى إلى بيت عمتها. وعاشت في هناء وسرور وكان زوجها يعمل في المدينة يسافر. وتبقى هي في بيتها مع عمها وعمتها وكانت راضية وقانعة بحياتها لولا اخو زوجها الذي كان ينغص عليها عيشتها.
فكان يعد عليها حركاتها وسكناتها ويترصد لها أي غلطة ليوقع بها. وكانت تصبر وتتحمل وقد انجبت ثلاثة بنات كن كالنجوم تتلالأ في سماء البيت وكن سعادة كل من في البيت. ثم تزوج الأخ فاصبح الهم همين الزوج والزوجة وكانت الأم تكد وتشقى في أعمال البيت والمزرعة وعمتها تساعدها على قدر استطاعتها.
وكان زوجها يأتي إليهم عندما تتوفر له الفرصة لزيارتهم والبقاء معهم قدر المستطاع. وهي صابرة لاتشتكي على ما يمر بها من مضايقات وأوجاع وكان عمها وعمتها طيبين معها ومع بناتها ويحاولون أن يخففوا عنها ولكن المضايقات خنقتها وضاقت بها ذرعا.
وفي يوم جاء الزوج فأفضت له بما يعتمل في صدرها وأنها لم تعد تتحمل وإن لم يأخذها معه ستعود لبيت أهلها هي وبناتها .
فطمأنها بانه سيأخدها معه عندما يكتمل البيت الذي سيقيمون فيه ، فبقيت وصبرت وتحملت مضايقاتهم . وجاء اليوم وسافرت مع زوجها إلى مكان عمله وعاشت معه في أمن وسلام وكونت صحبة طيبة مع جيرانها وأحبوها.
فكانت لهم خير جار وخير معين وتمضى السنين وانجبت البنات والبنين وقامت على تربيتهم وتوجيههم وحرصت مع زوجها على تعليمهم في المدارس رغم أنها كانت أمية لاتقرأ ولاتكتب وكان زوجها لها خير معين ونعم الزوج يوفر لها كل ما تحتاجه وتطمح إليه . وهي تسعى لإرضاء كل من حولها بنفس محبه للخير ووجه بشوش مشرق وبيتها مفتوح لكل محتاج وعابر سبيل تحيطهم بعنايتها ومحبتها هي وزوجها وعاشوا بمحبه وسعادة.