أنا والعصافير ..(7)‏

وقفة ...!!
**شىء ممتع أن تملك عصفورين فى قفص يسرك منظرهما معا وما يتهيأ لك من سعادتهما الظاهرية وهما فى أسرك ..لكن المتعة الأجمل أن تكون قريبا من مجتمع كامل للعصافير . بين الحين والآخر تراقبها وتلاحظ ما يطرأ عليها من . وطالما الحياة مستمرة فهناك دائما ال .. كثيرا منا بجوار منازلهم أشجار عليها عصافير . قليل جدا من يهتم بالعصافير ويلاحظ سلوكها ويفسره كما يحلو له .
الكاتب المعروف يوسف معاطى إنشغل بالعصافير لفترة وكتب عنها بأسلوبه الساخر واصفا كيف هى مزعجة تؤرق نومه وتجعله يستيقظ كدرا لأنه لم ينل كفايته من النوم . ووصف شراستها وصراعاتها معا وإعتمادها قانون الغاب ومبدأ البقاء للأقوى . وكيف أنه لاحظ أن هناك عصافير مهمتها الاستطلاع دائما تكون فى المقدمة ولها المبادرة الأولى فإن أصابها شر هلكت ونجا الباقون أما إذا أصابت خيراً نالت الحظ الأوفر..
**عن نفسى أرى أن العصافير تشلهنا نحن العامة من البشر . راضية قانعة سعيدة بحياتها وحريتها لا تبالى بما تفقده من ميزة الريش الملون التى تميز غيرها من الطيور وتزيد قيمتها . كما نفتقد نحن الأموال التى تجعلنا من الصفوة فى المجتمع . والعصافير تقر بمبدأ المساواة بين الذكر والأنثى . وكل منها يدرك تماما دوره ويقوم به على أكمل وجه . فمثلا كل عصفور مسئول عن طعامه .أما بناء الأعشاش عمل ذكورى بحت ثم تضيف له الاناث أو تعدل فيه . والبيض وإخراج الصغار إختصاص الإناث وإطعام الصغار وتربيتهم وتعليمهم الطيران مسئولية مشاركة بين الاثنين . وإن كنت أظن أن هناك عصافير تقوم بمهنة المعلم . تعلم صغار العصافير الطيران والكر والفر عند اللزوم وتعطى لها من خبرتها فى الهروب من القناصين والصيادين
والعصافير وإن كان سلوكها يغلب عليه الطابع الفردى إلا أنها إجتماعية متعاونة ... على العكس من الحمام الذى يبدو أليفا إجتماعيا وهو فى الواقع سلوكه فيه كل العجائب ....
ما يجعلنى أكرهه وأحب جدا مذاقه ...